السبت، 16 أغسطس 2008

مقدمة١-ينبغي أن تدرك!

هذه المقالات موجهة إلى جميع فئات المجتمع، للوزير، و مدير الجامعة، و مدير الشركة، و المسؤول الحكومي، و الطبيب، و الطالب، و الموظف، و الأمير، الشيخ و العالم، و ولاة الأمر، و كل من يقرأ الصحف، و كل من يرجو التثقف! 

و لا أزعم أنني صاحب العلم و الثقافة، و لكنني أريد أن أشارك بعض المعرفة التي تعلمتها و ما زلت أتعلمها مع الجميع، و أنا أول المستفيدين منها بالتأكيد.

لست أهدف إلى تقديم نصائح، أو نقد واقع، أو طلب منصب أو استفتاء، أو اشتكاء الحال أو الصحة. بل أريد أن أخبركم عن ما تعلمته -و تعلمه غيري- و أن أنقل لكم تجربة إنسانية أدت إلى تغيير معالم العالم، و إلى تغيير المفاهيم الاجتماعية، و إلى نشوء الحضارة العصرية التي يسميها بعضنا (الحضارة المادية).

سأبدأ و أنتهي بالحديث عن العلوم الطبيعية و أثرها في ما سبق ذكره. و سأعرف العلوم الطبيعية بأنها المجالات العلمية الأساس التي تدرس الطبيعة بما فيما من أحياء و جوامد. المجالات التي تدرس كل ما هو محسوس (باللمس أو النظر أو الذوق أو الشم أو السمع) أو ما له أثر محسوس (أشعة المايكرويف لا نراها و لكن أثرها ظاهر في تسخين الأكل!). و من تلك المجالات: الفيزياء (و هي أساس العلوم، و لها فروع كثيرة بعضها مستقل عن الآخر)، و الكيمياء، و علم الأحياء و علم الأرض و علم الفلك . و ينبغي أن نعلم أن لغة العلوم هي الرياضيات، و تحديدا العلوم التي تهدف إلى فهم الظواهر الطبيعية من حولنا و الاستفادة منها (كالفيزياء و الكيمياء، و علم الأرض، إلخ).

إن كل ما تراه حولك من تقدم صناعي و تقني قوامه العلوم الطبيعية. و هي قوام كل تطور اقتصادي و تنموي و عسكري. لا تظن أن هذا كثير أو مبالغ فيه. لأن هدف تلك العلوم هو فهم الطبيعة من حولنا و الاستفادة منها، و إن كان الأول هو أوثق من الآخر.

إن العلوم الهندسية مبنية على العلوم الطبيعية، و تطور العلوم الطبيعية المستمر يفتح آفاقا جديدة للهندسة التي تعد الشق التطبيقي الصرف للعلوم الطبيعية.

و التطور الطبي الذي يشهده العالم قوامه العلوم الطبيعية، فالأجهزة و الأدوية كلها تطور من قبل علماء طبيعيون و لا أدل على ذلك من انحصار جائزة نوبل على علماء طبيعيون و ليس اخصائيون في الجراحة أو استشاريون، و دور هؤلاء الأخيرون هو استخدام ما توصلت إليه العلوم الطبيعية.

النمو الاقتصادي، يلزمه ثروة تنموية و صناعية و تقنية. فمصادر الطاقة و على رأسها النفط هي محط بحث العلماء الطبيعيون الذين يقومون باستشكاف الطرائق الصحيحة لاستخدام مصادر الطاقة و الاستفادة منها. و سوق العمل في مصادر الطاقة و غيرها من التقنيات الاستهلاكية و المعلوماتية هي أساس النمو الاقتصادي.

و ها قد بينت دور العلوم الطبيعية في بعض مجالات الحياة. فإنني سأبين في المقالات القادمة إن شاء الله كيف تقوم العلوم الطبيعية بهذا الدور. و سأبدأ بالفيزياء منها تحديدا لأنه الأشد أثرا، و لأنه آصلها، ثم لأنها مجالي التي أنا متخصص فيه، و لكي أترك المجال لغيري من أهل العلوم الأخرى بالإدلاء بدلوهم في هذا الموضوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق